الخميس، 3 يوليو 2025

تونس ليك .. مبادرة تحفيزية لدفع السياحة الداخلية

تونس ليك .. مبادرة تحفيزية لدفع السياحة الداخلية

 

منتجع سياحى
منتجع سياحى

تونس ليك .. مبادرة تحفيزية لدفع السياحة الداخلية

تمثل السياحة الداخلية في تونس نحو 25% من النشاط السياحي خلال فصل الصيف، خاصة في ظل ارتفاع كلف السفر خارج البلاد

وقد أطلقت وزارة السياحة التونسية مبادرة "تونس ليك" لدفع السياحة الداخلية وتشجيع التونسيين على إعادة اكتشاف البلاد وتاريخها وحضارتها وثقافتها وجمالها.

 وقد قال وزير السياحة التونسي سفيان تقية في تصريحات إعلامية إن "السياحة الداخلية تعد ركيزة مهمة للتنمية المستدامة خصوصاً في الجهات".

وأكد أن "الحجوزات والتخفيضات في الأسعار المقدمة للتونسيين جدية وحقيقية، وأن المهنيين في القطاع السياحي استجابوا لدعوة الوزارة في القيام بتخفيضات في الأسعار لصالح التونسيين للتشجيع على السياحة الداخلية التي تمثل أكثر من 25% من النشاط السياحي، على أمل أن تصل النسبة إلى 50%".

من جهة أخرى، أكد جلال الدين الهنشيري، نائب رئيس الجامعة التونسية للنزل، أهمية السياحة الداخلية ودورها الحيوي في دعم الاقتصاد.

وقال  إنه خلال السنة الماضية 2024 بلغ عدد الليالي المقضاة في النزل السياحية بالنسبة للتونسيين المقيمين 21%، مبيّنا أنّ 38% من الوافدين على النزل هم تونسيين.

وشدد على أنّ السياحة الداخلية لا تقتصر على الفنادق والنزل، لافتا إلى أهمية السياحة البديلة من دور إقامة وغيرها.

ودعا  إلى ضرورة تنويع المنتوج السياحي الموجه للتونسيين.

من جهة أخرى، قال حسام بن عزوز رئيس الجامعة المهنية المشتركة للسياحة أن 25% من حجوزات النزل في عام 2024 كانت موجهة للتونسيين، مشيراً إلى وجود فئة من المواطنين مستعدة لدفع أسعار الإقامة.

ودعا إلى تنويع العرض السياحي وتوفير خيارات بأسعار مناسبة للطبقة المتوسطة.

وأكد أهمية السوق الداخلية، معربًا عن أمله في أن تتجاوز مساهمتها 30% من إجمالي النشاط السياحي في المستقبل القريب.

من جانب آخر ،أفاد رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك لطفي الرياحي بأن هناك زيادة بين 15 و20% في الأسعار مقارنة بالسنة الماضية في الإيواء والأكل داعيا إلى تخصيص حصة من السياحة الداخلية للسياحة الاجتماعية بأسعار في المتناول حتى لا يتم حرمان التونسي من حقه في الاصطياف والترفيه

وأكد الرياحي في تصريح أن منظمته اقترحت تخصيص أسعار تفاضلية للسياحة الداخلية و ذلك لتمتيع شريحة واسعة من التونسيين من الاصطياف والترفيه في ظل الارتفاع المشط للأسعار.

ودعا إلى إطلاق مبادرة تشريعية عاجلة وملزمة تُكرّس حقّ المواطن التونسي وخاصة العائلات ذات الدخل المحدود في الانتفاع بنسبة لا تقلّ عن 30% من الطاقة السياحية الوطنية، تُخصّص له بأسعار تفاضلية، واضحة وشفافة، وتخضع للرقابة من قبل جهات مستقلة.

وأكد أن حقّ المواطن في الترفيه والمعرفة الجغرافية والثقافية ببلاده هو حق مدني أصيل، لا يخضع فقط لمنطق السوق، بل يُعدّ ركيزة من ركائز الانتماء والمواطنة والتنمية المتوازنة.

وتأمل تونس تحقيق عام استثنائي بتسجيل ما يقارب 11 مليون وافد خلال العام الحالي.

وكانت تونس سجلت رقماً قياسياً في عدد السياح خلال عام 2024 بلغ 10 ملايين و260 ألف سائح بإيرادات بلغت 7.5 مليار دينار (2.58 مليار دولار)

حمادي الحبيب: العمل جارٍ لمضاعفة طاقة انتاج محطة تحلية المياه بالزارات

حمادي الحبيب: العمل جارٍ لمضاعفة طاقة انتاج محطة تحلية المياه بالزارات

 

محطة تحلية المياه
محطة تحلية المياه

حمادي الحبيب: العمل جارٍ لمضاعفة طاقة انتاج محطة تحلية المياه بالزارات

أكد كاتب الدولة المكلّف بالمياه، حمادي الحبيب، أنّ الجهود تتركز على مضاعفة إنتاج طاقة محطّة تحلية مياه البحر بالزارات من ولاية قابس، والوصول الى مستوى 100 ألف متر مكعب من المياه المحلاة.

وأوضح الحبيب خلال زيارة أدّاها إلى ولاية قابس، أنّ الترفيع في كميّات المياه المحلاة سيساعد على الاستجابة للطلب المتزايد على مياه الشرب. 

وأشار إلى أنّه سيقع العمل، مستقبلا، على توفير التجهيزات اللازمة  لإصلاح الأعطاب في الجهة، ومن بينها المضخات. وبيّن أنّه تمّ اتخاذ العديد من الاجراءات لمعالجة الإشكاليات المطروحة في التزوّد بمياه الشرب بعدد من المناطق ومن بينها توجان والميدة.

وأوصى المجلس الجهوي للمياه، بولاية قابس، الذي جرى بإشراف كاتب الدولة المكلف بالمياه، بالتسريع في توسعة محطّة تحلية مياه البحر بالزارات، وفصل واحة الحامّة عن شبكة الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه، واستحثاث تركيز محطّة معالجة المياه الخاصّة بالمجمع الكيميائي التونسي والحزم في منع حفر الآبار العشوائية.

وتشهد مختلف منظومات مياه الشرب بولاية قابس عجزا، ملحوظا، في موازنتها المائية شمل جل مناطق الجهة وخاصة منها المناطق العليا وذلك بسبب تراجع منسوب المياه بالعديد من الآبار نتيجة تدني المخزون بالمائدة المائية.

ويقدّر العجز المائي اليومي ب2000 متر مكعب بمطماطة الجديدة، وب120 متر مكعب بمارث، وهو ما يجعل محطتي التحلية بهاتين المعتمديتين يعملان بنصف طاقة انتاجهما في الأوقات العادية ويتوقفان بشكل كلي خلال فترة ذروة الاستهلاك.

وتقوم الاستراتيجية، التي أعدتها الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه، على تعزيز الموارد المائية عبر تحلية المياه الجوفية المحلية المالحة ومياه البحر، وعلى مواصلة حفر الآبار العميقة، والعمل على الحد من نسبة ضياع المياه، وتحسين مردودية الشبكات، وترشيد استهلاك مياه الشرب بتكثيف الحملات التحسيسية الرامية الى تحقيق ذلك.

يشار إلى أنّ كاتب الدولة اطلع، خلال زيارته إلى ولاية قابس، على إشكاليات التزوّد بمياه الشرب بالزارات وتوجان ومطماطة الجديدة والميدة. كما تابع نشاط كل من محطة تحلية مياه البحر بالزارات وبمطماطة الجديدة والاشكال المطروح بمحطة الضخ بمنطقة الميدة من معتمدية وذرف.

الأربعاء، 2 يوليو 2025

تونس تُشارك في بطولة العالم للرياضات المائية من 11 جويلية الجاري إلى 3 أوت المقبل

تونس تُشارك في بطولة العالم للرياضات المائية من 11 جويلية الجاري إلى 3 أوت المقبل

 

سباحة
سباحة

تونس تُشارك في بطولة العالم للرياضات المائية من 11 جويلية الجاري إلى 3 أوت المقبل

تشارك تونس في بطولة العالم للرياضات المائية التي تحتضنها سنغافورة من 11 جويلية الجاري إلى 3 أوت المقبل، بـ4 سباحين وهم جميلة بولكباش وأحمد الجوادي وبلحسن بن ميلاد وياسين بن عباس.

وستسجل بولكباش حضورها في سباق 800 م سباحة حرة فيما سيشارك أحمد الجوادي في سباقات 400 م و800 م و1500 م سباحة حرة وبلحسن بن ميلاد في سباق 200 م فراشة وياسين بن عباس في سباقات 100 م و200 م سباحة على الظهر و400 م سباحة متنوعة.

وارتأت الجامعة التونسية للسباحة إعفاء رامي الرحموني من المشاركة في مونديال الأكابر في اختصاص الماراطون في المياه المفتوحة، وفق تصريح مدرب المنتخب الوطني للسباحة عامر بن رقية لوكالة تونس افريقيا للأنباء، حتى يكون على أعلى مستوى من الجاهزية للمشاركة في بطولة العالم للأواسط دون 18 سنة التي ستحتضنها العاصمة الرومانية بوخاريست من 19 إلى 24 أوت 2025.

للإشارة، توّجت تونس في تاريخ مشاركاتها في بطولة العالم للرياضات المائية بـ9 ميداليات، منها 6 لأسامة الملولي (ذهبية و2 فضية و3 برونزية)، و3 لأحمد أيوب الحفناوي (2 ذهبية و1 فضية).

الانتهاء من الخط البحري لمشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا خلال جويلية الحالي

الانتهاء من الخط البحري لمشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا خلال جويلية الحالي

 

الخط البحري
الخط البحري

الانتهاء من الخط البحري لمشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا خلال جويلية الحالي


تخطط الشركة التونسية للكهرباء والغاز للإنتهاء من مد الخط البحري في إطار مشروع الربط الكهربائي بين تونس وايطاليا" ألماد" خلال شهر جويلية علما وأن سحب القروض سيكون مع موفى 2026 وذلك حسب تقدم المشروع

وقدم هذه البيانات الرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز فيصل طريفة والوفد المرافق له، خلال جلسة استماع عقدتها لجنة المالية والميزانية بمجلس نواب الشعب، أمس الاثنين، في اطار عملها الرقابي المتعلق بمتابعة تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا "ألماد".

وبينوا، وفق بلاغ نشرته اللجنة على الصفحة الرسمية للبرلمان على موقع فيسبوك، انه تم فتح العروض التقنية في اطار المشروع في انتظار موافقة البنك الدولي قبل المرور إلى فتح العروض المالية الذي لا يجب أن يتجاوز شهر سبتمبر.

وأشاروا إلى وجود عدة صعوبات من بينها نقص الخبرة مما تطلب اللجوء إلى مكاتب خبرة أجنبية وتسبب في بعض التأخير في البداية إضافة إلى بعض المشاكل المتصلة بتغيير ملكية الاراضي .

واستعرضوا تقدّم مشروع محطتي تحويل التيار المستمر إلى تيار متردد الي غاية شهر جوان 2025 وتقدّم مشروع كوابل التيار العالي المستمر إلى غاية شهر جوان 2025 والمنشآت الملحقة المزمع إنجازها والخاصة بالجانب التونسي وتعزيز شبكة الكهرباء التونسية.

وتطرّقوا إلى تقدّم مشروع المحطة الجديدة المصفحة لتحويل الكهرباء قرمبالية 2 الي غاية شهر جوان 2025، وتقدّم مشروع الخطوط الهوائية 400 كيلو فولت (ملاّعبي – قرمبالية 2 / قرمبالية 2 – المرناقية) إلى غاية شهر جوان 2025.

وأفادوا بأنّ المشروع سيساهم في تطوير مبادلات الطاقة الكهربائية بين ضفتي المتوسط عن طريق الربط ثنائي الاتجاه بقدرة 600 ميغاواط، وتعزيز استقرارية المنظومة الكهربائية التونسية، بالإضافة إلى شبكة الترابط الكهربائي مع الجزائر والمساهمة في مواجهة ارتفاع الطلب خلال الذروة الصيفية.

وبينوا انه، علاوة على ذلك، يهدف المشروع الى تنويع مصادر التزود الطاقي في تونس وتعزيز الأمن الطاقي والاستعداد للاندماج في السوق الأورو- إفريقية المستقبلية للكهرباء.

وبيّن النواب، خلال النقاش، أنّ العرض تضمّن الجوانب التقنية وآجال التنفيذ دون أن يتطرق إلى كيفية سحب وصرف القروض وهو ما يتطلب احترام الرزنامة الزمنية لتنفيذ المشروع بحكم أنّه مشروع استراتيجي هام والتنسيق الفني والقانوني مع الجانب الإيطالي في التنفيذ.

ودعوا إلى مزيد التنسيق مع الأطراف الحكومية لتذليل الصعوبات التي تقف عائقا أمام تقدّم المشروع، والتسريع في نسق إنجازه خاصة في جانبها العقاري.

واستفسروا عن قيمة هذا الخط بالنسبة لإيطاليا بالنّظر إلى حجم الاستهلاك وهل يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي في الكهرباء واللجوء إلى التصدير

الثلاثاء، 1 يوليو 2025

بوهدمة... آخر أنفاس السافانا في شمال أفريقيا تقاوم الزمن من قلب تونس

بوهدمة... آخر أنفاس السافانا في شمال أفريقيا تقاوم الزمن من قلب تونس

 

محمية بوهدمة
محمية بوهدمة

بوهدمة... آخر أنفاس السافانا في شمال أفريقيا تقاوم الزمن من قلب تونس

من أعماق محافظة سيدي بوزيد وسط شرقي تونس، تمتد المحمية الطبيعية "بوهدمة" كفسحة برية فريدة، تحفظ ما تبقّى من بيئة السافانا في شمال أفريقيا، وتختزن بين تضاريسها تنوعًا بيولوجيًا استثنائيًا وآثارًا تاريخية تعود إلى آلاف السنين.

تقع الحديقة على ارتفاع 840 مترًا فوق سطح البحر، وتغطي مساحة تُقدّر بـ16488 هكتارًا، موزّعة على ثلاث محميات رئيسية: المحمية الشرقية المحيطة ببرج بوهدمة وتبلغ مساحتها 5114 هكتارًا، ومحمية وادي هداج في وسط الحديقة وتصل مساحتها إلى 2534 هكتارًا، ثم المحمية الواقعة جنوب غرب الحديقة والتي تغطي 1006 هكتارات

في سنة 1977، أدرجت منظمة اليونسكو (المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم) هذه المحمية ضمن قائمة محميات الكائنات الحية ومحيطها، استنادًا إلى خصائصها البيئية المميزة.

تحتضن بوهدمة أكثر من 60 بالمئة من مجموع الحيوانات البرية الموجودة في البلاد، وأبرزها الثدييات والضباء الصحراوية، إلى جانب أنواع نادرة مثل ابن آوى، الثعلب الأحمر، الأرويّة، القُنْدي، النسر الملكي، غزالة "دوكاس"، ثعلب الصحراء، وضبي "أراكس". كما أعيد إدخال النعامة إلى الحديقة بعد اندثارها من الجنوب التونسي، في خطوة لإحياء التوازن البيئي المحلي. وتعيش في الحديقة أيضًا أنواع من الزواحف أبرزها الكوبرا.

وقد أُحصي داخل المحمية ما يزيد عن 278 نوعًا من القوارض والزواحف والطيور، ما يعزز مكانتها كموئل طبيعي غنيّ ومتنوّع.

أما الغطاء النباتي، فيتكوّن من حوالي 500 نوع، يتصدرها غابة الطلح الأصيلة التي تُعدّ فريدة من نوعها في المنطقة، إضافة إلى أشجار النخيل والبطوم والعرعار.

ولم تكن هذه الأرض المترامية الأطراف خالية من الحياة البشرية عبر التاريخ؛ إذ كشفت الأدلة الأثرية عن وجود الإنسان فيها منذ نحو 10 آلاف سنة. وما تزال آثار السدود والأحواض والقنوات الرومانية قائمة، لتوثّق تطور تقنيات الري في تلك الحقبة، وتعكس الأهمية الزراعية التي حظيت بها المنطقة في العهد الروماني.

يتوسط الحديقة برج أثري بُني عام 1892، كان يستخدم محطة للقوافل، ويُعد اليوم معلمًا من معالم المكان.

ويقول الباحث في الشأن البيئي عبد الحميد الغابري، إن المحمية أنشئت بهدف الحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال إعادة توطين عدد من الحيوانات المهددة بالانقراض. وبيّن في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن اليونسكو أدرجت هذه المحمية ضمن محميات المحيط الحيوي لما تتميّز به من طبيعة فريدة في شمال أفريقيا.

وأشار الغابري إلى أن المحمية تستقطب عددًا متزايدًا من الزوار، أغلبهم من التونسيين، إلى جانب عدد من السياح الأجانب الذين يبحثون عن تجربة مختلفة وسط الطبيعة البرية.

ورأى أن السياحة الإيكولوجية تمثل فرصة واعدة لدعم الاقتصاد المحلي والتنمية المستدامة، عبر استثمار الأنظمة البيئية وما تحويه من موارد طبيعية وثقافية، بما يساهم في تنشيط الدورة التنموية في البلاد

غابات تونس بين لهيب الصيف.. حريق جديد يقرع جرس الإنذار في بنزرت

غابات تونس بين لهيب الصيف.. حريق جديد يقرع جرس الإنذار في بنزرت

 

غابات تونس
غابات تونس 

غابات تونس بين لهيب الصيف.. حريق جديد يقرع جرس الإنذار في بنزرت

مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تتزايد المخاوف في تونس من تصاعد موجة حرائق الغابات، ما دفع أجهزة الحماية إلى تكثيف جهودها الوقائية، تحسبًا لأي طارئ.

 أطلق الدفاع المدني حملات توعية وتحذير واسعة، داعيًا المواطنين إلى الالتزام بالتدابير الوقائية وتجنب إشعال النيران في المناطق المجاورة للغابات والأراضي الزراعية، مع تعزيز نقاط المراقبة والرصد لضمان التدخل السريع.

ورغم هذه الجهود، شهدت محافظة بنزرت شمالي تونس، اليوم الأحد، اندلاع حريق ضخم داخل منتزه غابة الرمال بمنطقة منزل جميل. وقد هرعت فرق الإطفاء إلى الموقع، وتم توجيه شاحنات إطفاء نجحت في السيطرة على ألسنة اللهب بعد أكثر من ساعة من العمل، تلتها عملية تبريد دقيقة للموقع، وفق ما أفادت به مصادر من الدفاع المدني 

الحريق خلف أضرارًا مادية، بعدما التهم مساحة من الغطاء الغابي، في حين تم فتح تحقيق لتحديد الأسباب الفعلية وراء اندلاعه.

من جانبه، أوضح كارم سعد، رئيس مصلحة حماية الغابات بالإدارة العامة للغابات،  أن توعية المواطنين، وخاصة سكان الغابات، تُعد جزءًا أساسيًا من استراتيجية الإدارة العامة للغابات للحد من اشتعال الحرائق.

وأشار إلى أن الكثير من الحرائق تعود إلى غياب الالتزام بإجراءات السلامة، خاصة خلال موسم الحصاد، حيث يتسبب سوء استعمال الآليات في انتقال النيران من المزارع إلى الغابات. كما نبه إلى أن الإهمال البشري، مثل إشعال النيران أو الإلقاء العشوائي للأعقاب، يضاعف من احتمالات اندلاع الحرائق، مشيرًا إلى تسجيل ارتفاع في عدد الحرائق بواقع 270 حريقًا مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي.

وشدد سعد على أن الغابات تُعد "كنزًا يتجدد ببطء"، غير أنها قد تُفقد في لحظات، مؤكدًا على ضرورة صون التنوع البيولوجي الذي تحتضنه.

وبحسب بيانات المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، تغطي الغابات نحو 34% من مساحة تونس البالغة 163,610 كيلومترات مربعة، وتتركز معظمها في الشمال الغربي والوسط الغربي، حيث يقطن نحو مليون نسمة. وتُقدر القيمة الاقتصادية لهذه الغابات بنحو 932 مليون دينار تونسي (ما يعادل 310 ملايين دولار أميركي).

ويستحضر التونسيون صيف 2022، حين اندلع حريق هائل في منطقة "بو قرنين" القريبة من العاصمة، أتى على 533 هكتارًا من غابات الصنوبر الحلبي، واستغرقت السيطرة عليه ثلاثة أيام متواصلة.

بين حرارة المناخ وتقاعس البشر، يبقى الغطاء الغابي في تونس وثروتها الزراعية في مهب النيران، وهو ما يستدعي يقظة جماعية واستجابة ميدانية تضمن بقاء الغابة نبضًا أخضر لا رمادًا في مهب الصيف.