‏إظهار الرسائل ذات التسميات اخبار ثقافية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات اخبار ثقافية. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 20 أغسطس 2025

اختتام مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية‎

اختتام مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية‎

 

مهرجان الجم الدولي
 مهرجان الجم الدولي 

اختتام مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية‎


اذا انفلتت الأضواء الناعمة من أعمدة ومدارج ثالث "كُولُوسِّيُومْ" في العالم لتحتضن سيدة الليل: الموسيقى السمفونية في "ليلة عمر" فاعلم ان الموعد استثنائي ..انها سهرة اختتام الدورة 38من المهرجان الدولي للموسيقى السمفونية بالجم والتي دارت فعالياتها مساء السبت 16أوت 2025 بالتعاون مع سفارة النمسا بتونس و بتوقيع الأوركستر السمفوني التونسي بقيادة المايسترو شادي الڨرفي ومشاركة هامة لعازف الكمان النمساوي يوري ريفتش والتي واكبها عدد من البعثات ديبلوماسي بحضور سفير النمسا وسفير ةالامارات العربية المتحدة وجمهور منتصر للفن السمفوني تابع بانتباه جميع الفقرات .

بداية السهرة كانت بعزف للنشيد الوطني التونسي والنشيد الوطني النمساوي ثم تفاعل الجمهور مع عزف الأوركستر السمفوني التونسي الذي أثبت مجددا مقدرة عالية على تأثيث مثل هذه المناسبات الفنيةالهامة وتنفيذ جيد لسمفونيات عالمية كما أثبت عازف الكمان النمساوي المتميز يوري ريفتش مقدرة مذهلة على أسر قلوب الحضور بعزفه الساحر حيث انضم رفيتش إلى الموسيقيين التونسيين لتقديم السمفونية الثامنة لشوبرت، مما أثار إعجاب الجمهور الحاضر. وتحدث يوري رفيتش إلى جمهور الجم باللغة العربية، معبرًا عن سعادته بالمشاركة في هذا المهرجان العالمي وفرصةالعزف في المدرج الروماني بالجم.

وتواصلت السهرة بأداء مذهل لكونشيرتو الكمان والاوركسترا الثانية لنيكولو باغانيني. وفي الختام، قدم رفيتش قطعة موسيقية أخيرة بعنوان "الاستيقاظ"، بثت مشاعر دافئة وخيمت معاني الحب والجمال على الفضاء الموسيقي

بعد العرض ، أعرب قائد الأوركستر التونسي شادي الڨرفي عن رضاه بخصوص مستوى هذه الليلة الاستثنائية فنيا، مشيدًا بالتعاون المثمر مع العازف يوري رفيتش، والذي تم بنجاح رغم قلة عدد البروفات، كما أشاد باحترافية ومواهب الموسيقيين الشباب الذين انضموا حديثًا إلى الأوركستر السمفوني التونسي
ومن جانبه، أعرب يوري رفيتش عن إعجابه الشديد بجمال الموقع التاريخي للمدرج الروماني، مؤكدًا أن هذه التجربة الأولى في تونس كانت لحظة فن لا تُنسى، وشدد على الانسجام المثالي بين الموسيقيين والجمهور من مختلف الأجيال. كما أعرب عن رغبته في العودة الدورة المقبلة، واختتم كلمته برسالة اختصرها بالقول: " معالنشر الموسيقى والحب".
ليكون الاختتام مساحة فنية مضيئة تنثر السلام والمحبة بين الشعوب انفلت فيها عقد الابداع الفني وتناثر على كل ركن في المعلم التاريخي القديم فزاد توهجه وسحره ليكون محرابا للموسيقى وعزف لحن الوجود ولتثبت سهرة الاختتام مقدرةالكفاءات الفنية التونسية على التميز عالميا من خلال المهرجان الدولي للموسيقى السمفونية بالجم باعتباره
الحصن العريق المنيع لتحقيق النصر المتتالي..نصر الفنون والثقافة الكونية
ليتواصل الصراع الأبدي داخله ليس صراع الوحوش الضارية والأسرى كما كان في العصر الروماني وانما صراع الفن ضد سلعنة الفكر

الثلاثاء، 19 أغسطس 2025

مهرجان بانوراما الفيلم القصير الدولي: الكشف عن قائمة الأفلام المشاركة في الدورة 11

مهرجان بانوراما الفيلم القصير الدولي: الكشف عن قائمة الأفلام المشاركة في الدورة 11

 

مهرجان بانوراما الفيلم القصير
مهرجان بانوراما الفيلم القصير

مهرجان بانوراما الفيلم القصير الدولي: الكشف عن قائمة الأفلام المشاركة في الدورة 11


كشفت الهيئة المديرة لمهرجان بانوراما الفيلم القصير الدولي عن قائمة الأعمال المشاركة في دورته الـ 11 التي ستقام من 2 إلى 7 فيفري 2026 .

وقد تم اختيار الفيلم القصير " مانجو" للمخرجة رندة (الذي تابعه جمهور الدورة 35 لأيام قرطاج السينمائية سنة 2024) ليكون عرض افتتاح هذه الدورة التي تتضمن 40 فيلما من 20 دولة.

وأعلنت الهيئة المديرة في الصفحة الرسمية للمهرجان، عن عناوين الأفلام كما كشفت عن تركيبة لجنة انتقاء الأفلام التي ضمت المخرج المغربي زكريا نوري والسيناريت اللبناني هادي بيطار والمخرجة التونسية ملاك بن دخيل والمخرج الفرنسي نيكولاس جاكيت.

وقد تم توزيع الأفلام إلى 4 أقسام وهي قسم الأفلام الروائية القصيرة ويتضمن 7 أعمال  من تونس والمغرب ومصر وفرنسا وجنوب افريقيا والسينغال، وقسم الأفلام الوثائقية القصيرة ويحتوي على 6 أفلام من تونس وفلسطين ومصر وباكستان وإيران.

أما قسم المدارس للأفلام القصيرة فيضم 10 أفلام من تونس والمغرب ومصر ولبنان، فيما يتضمن قسم أفلام التحريك 10 إنتاجات من إيطاليا واليونان والجزائر وكندا والولايات المتحدة وتايوان وبلجيكا والدنمارك والمملكة المتحدة وفرنسا والبرازيل وإيران.

الاثنين، 11 أغسطس 2025

وزيرة الثقافة تدعو إلى اعتماد رؤية إبداعية متجددة خلال أيّام قرطاج السينمائية والمسرحية

وزيرة الثقافة تدعو إلى اعتماد رؤية إبداعية متجددة خلال أيّام قرطاج السينمائية والمسرحية

 

قرطاج السينمائية والمسرحية
قرطاج السينمائية والمسرحية

وزيرة الثقافة تدعو إلى اعتماد رؤية إبداعية متجددة خلال أيّام قرطاج السينمائية والمسرحية

دعت وزيرة الثقافة التونسية خلال افتتاح فعاليات أيّام قرطاج السينمائية والمسرحية إلى اعتماد رؤية إبداعية متجددة تسهم في تعزيز المشهد الفني الوطني. وأكدت أن دعم الشباب والمواهب الجديدة يمثل أولوية في بناء مستقبل ثقافي نابض بالحيوية والابتكار.

وقالت الوزيرة إن هذه التظاهرة الفنية تعد منصة مثالية لاستعراض أعمال فنية محلية وعالمية تفتح آفاقاً جديدة للتبادل الثقافي، مشيرة إلى ضرورة مواكبة التطورات التكنولوجية والفكرية في صناعة السينما والمسرح. كما أكدت على أهمية التعاون بين المؤسسات الثقافية والفنانين لتطوير مشاريع تخدم الثقافة الوطنية وتعزز حضور تونس على الساحة الدولية.

يشارك في هذه الأيام مجموعة كبيرة من الفنانين والمخرجين، إلى جانب ورشات عمل وحوارات فنية تهدف إلى تبادل الخبرات وبناء شراكات مستقبلية

الثلاثاء، 5 أغسطس 2025

كرنفال أوسّو .. الحكاية التي رواها أهل المسرح بسوسة

كرنفال أوسّو .. الحكاية التي رواها أهل المسرح بسوسة

 

كرنفال أوسّو
كرنفال أوسّو

كرنفال أوسّو .. الحكاية التي رواها أهل المسرح بسوسة

كرنفال أوسّو" أحد أهم التظاهرات السنوية الصيفية في تونس، وينتظم في مدينة سوسة الساحلية في الخامس والعشرين من شهر جويلية/يوليو، يقترن بالبحر وأساطيره، وتطور ليُصبح رمزًا ثقافيًّا سياحيًّا واقتصاديًّا.

تاريخ الكرنفال يعود إلى سنة 1957، واتصل بعثه بمجموعة من المثقفين المحليين من سوسة والساحل عمومًا، وتلازم مع نشأة فنانين وممثلين مسرحيين، فكان للمسرح تأثير مباشر على قصة "أوسّو" الذي يتجذر في الذاكرة الجمعية عبر الحضارات المتعاقبة

ولعلّ الجدل الذي يرافق كرنفال "أوسّو" بين الفاعلين في الثقافة بعد كل استعراض شعبي، يدفعنا إلى مزيد التدقيق في هوية هذا الكرنفال الذي مرّ بحقبات سياسية مختلفة، بدءًا من مرحلة ما بعد الاستقلال، مرورًا بالحقبة النوفمبرية، وصولًا إلى اليوم، وهي مراحل تعكس الفعل الثقافي والسياسي والاقتصادي في جهة الساحل

ونبشًا في الذاكرة، نتناول في هذا التقرير علاقة الكرنفال بالحركة المسرحية في سوسة، مركزين على شخصيات رئيسة في تأثيث المشهد الكرنفالي، من بينهم: محمد الزرقاطي، وحامد زغدان، وعبد الحفيظ بوراوي، مؤسسي هذه التظاهرة العريقة.

في تقرير نُشر بجريدة الشروق التونسية سنة 2009، للصحفي رضوان شبيل، ذُكر أنه من المبادرات الأولى: جمعية الاتحاد المسرحي بسوسة، فرقة إبراهيم الأكودي بأكودة، جمعية الإشراق المسرحي بالقلعة الكبرى، جمعية الشباب المسرحي بحمام سوسة.

وأضاف شبيل أنه "كان لتأسيس الفرقة القارة بسوسة سنة 1967 تأثير هام على المشهد المسرحي بولاية سوسة ككل من طرف الذين تداولوا على إدارتها، وهم: محمد الزرقاطي (1967)، محمد الصالح السماتي (1969)، نور الدين القصباوي (1970)، علمًا وأن الفرقة توقفت وعادت مع العزيز بن يوسف (1976)، عبد الغني بن طارة (1978)، العجمي حويج (1981)، ثم رضا دريرة (1991)، بعدها حُلّت الفرقة (1994)، وتفرق الممثلون الذين احتضنتهم واستقطبتهم، ونذكر على سبيل المثال: حامد زغدان، الصادق الطرابلسي، المولدي الزرماطي، أحمد دودش، محمد القبّودي، آمال البكوش، مراد كروّت، كمال العلاّوي، الطاهر القروي، محمد الجدي، مليكة الحبلاني، الحبيب بن ذياب، علي ساسي، وغيرهم كُثر".

ونلاحظ من خلال هذه التشكيلة الثقافية من المسرحيين الطابع الفريد لما أرساه محمد الزرقاطي (12 أفريل/نيسان 1921 – 26 جويلية/يوليو 2005)، وقد أخرج حوالي عشرين مسرحية بدءًا من العام 1950، من ضمن أبرز أعماله: "المرأة المجهولة"، "شمس النهار"، "السلطان الحائر"، و"مسمار جحا"، وشارك في كتابة وإخراج مسرحية "تحرير الجزائر" سنة 1958، وكان لمحمد الزرقاطي الدور التأسيسي لكرنفال أوسّو في عام 1957 بإبداع شخصية "بابا أوسّو".

ونظرًا للدور المحوري لمحمد الزرقاطي، فقد التقى موقع "الترا تونس" بابنه الفنان المسرحي والحكواتي طارق الزرقاطي ليحدثنا عن العلاقة الجدلية بين قصة كرنفال أوسّو والحركة المسرحية الناشئة في الخمسينيات.

يحدثنا طارق الزرقاطي قائلًا: "أصل الحكاية بدأ حين سافر والدي إلى مصر سنة 1956 لأخذ ترخيص كتابي من الكاتب علي أحمد بكثير، الكاتب السوداني المصري، للاشتغال على مسرحية ‘مسمار جح‘، في الوقت نفسه الذي شهد فيه احتفالية النيل، فكانت الفكرة التي تبادرت إلى ذهنه تلك العجائز من النساء في شواطئ سوسة اللاتي يدلين بسيقانهن في مياه البحر منشدات ‘يا بحر أوسّو نحّيلي الداء اللي نحسّو‘ ولما عاد إلى تونس، اقترح على عبد الحفيظ بوراوي فكرة الكرنفال في اقترانه بشخصية ‘ابا أوسّو‘، محولين إياه من آلهة وثنية (إله البحر عند الإغريق) إلى شخصية ذات بُعد ثقافي وسياحي مع بدايات فترة الاستقلال التي تعيشها البلاد"

وأضاف طارق الزرقاطي: "المقترح الذي حظي بالموافقة من رجالات سوسة جعلوه منذ البداية احتفاءً بالبحر، فتمت تسميته بكرنفال ‘سيدي أوسّو‘ أولًا، ثم ‘بابا أوسّو‘، وبعد ذلك اقترن بعيد الجمهورية في تاريخ 25 جويلية/يوليو فحظي بالدعم".

شخصية أوسّو كما صوّرها محمد الزرقاطي وعبد الحفيظ بوراوي هي "شخصية مسرحية دراميّة تحيا كل سنة وتموت لتعود في السنة القادمة"، وهي التي كانت ترمز إلى إله البحر وفق الأسطورة "أوسّو" أو إله البحر، أسطورة "أغسطس" كما كان يُلقب في الحقبة الفينيقية منذ أكثر من ألفي سنة، رُسمت صور له على جداريات فسيفسائية وُجدت ضمن آثار مدينة سوسة التونسية الساحلية.

ويذكر لنا طارق الزرقاطي أن النص الأول الذي يتضمن أغنية أوسّو الشهيرة: "يا بابا أوسّو نحّيلي الداء اللي نحسّو وبعّد علينا الحرّيق..."، كان لها لحن مميز سنة 1958، وتم تلحينها في دار الشعب (المكتبة الجهوية العمومية حاليًا)، والتي كانت تجمع أهل الفن والثقافة في جميع الاختصاصات، وفي السنوات الأولى تم تأثيث المشهد المسرحي الكرنفالي بخروج بابا أوسّو من البحر، مرفوقًا بالهودج، ومن حوله أطباق من الغلال الصيفية وغلال البحر، ويخرجون معه البحارة في مشهد مهيب

وتابع:" يحدث ذلك في الفسحة الشاطئية لسيدي بوجعفر، ويقدمون لأوسّو قربانًا وهو عبارة عن سلحفاة ضخمة، وخلال الفصل الثاني يقدم شيخ المدينة مفتاح البلاد إلى أوسّو، ويقدمون له أجمل فتيات البلاد ليتخذها زوجة، ولكن يُفاجَأون بأحد أقاربها يتقدم ليصارع أوسّو فيرديه قتيلاً"، وفق رواية طارق الزرقاطي

هكذا تبدأ الحكاية وتُحبك القصة المسرحية عبر مشاهد وفصول تمثيلية تستحوذ على ملكة الجمهور الحاضر، ثم يُؤثث الكرنفال بالحضرة النسائية في مظاهر احتفالية رائقة، وتتقدم عربة أوسّو فرقة موسيقية نحاسية "الباي" المنبثقة عن "المحمودية"، وكذلك فريق "السطمبالي".

وتوالت المشاهد المسرحية في الدورات اللاحقة لمهرجان أوسّو لتتخذ بُعدًا ثقافيًّا وسياحيًّا، وتقطع مع الأساطير الوثنية لإله البحر، وصار المهرجان يواكب الأحداث الوطنية واستراتيجية الدولة في الصحة والتعليم والفنون، ويُذكر أنه في سنة 1963 تم عرض مسرحي يُثمّن سياسة الدولة في تحديد النسل، فكان يجلس الممثل عبد العزيز الدراجي في عربة صغيرة وكأنه طفل رضيع، ويدفع به الممثل حامد زغدان في لباس امرأة، ويُشير بأصابعه الثلاث إلى الحبيب بورقيبة في المنصة الشرفية، وهي رمز الأبناء الثلاثة الذين يجب أن تلتزم بهم العائلة التونسية، وقد أثارت تلك المشاهد التمثيلية الرأي العام

وأشار طارق الزرقاطي إلى أن العمل على احتفالية الكرنفال كان جماعيًّا بين أفراد جماعة الاتحاد المسرحي، فعبد الحفيظ بوراوي كان مديرًا للإنتاج، ومحمد الزرقاطي صاحب فكرة وكاتبًا ومخرجًا لأكثر من 15 سنة، ولامس التجسيد المسرحي الدراما والفكاهة من خلال شخصية حامد زغدان الفكاهية، والتي تركت بصمتها الكرنفالية، ثم توالى على دور أوسّو كل من: الصادق الطرابلسي، الحربي، الطاهر خضيّر، وصولًا إلى صلاح الزرقاطي والفنان المسرحي بوراوي الوحيشي.

وكشف لنا طارق الزرقاطي أن المطرب علي الرياحي كان يُلحّن ويغني كلمات من نظم والده محمد الزرقاطي، وجمعتهما 6 أغانٍ شهيرة، ومن بينها ما عُرض في كرنفال أوسّو.

إن هذا العرض حول علاقة الكرنفال بالحركة المسرحية في بداية الخمسينيات والستينيات يدفع بالعديد من الفاعلين في المجال الثقافي لاستعادة "كرنفال أوسّو" كحكاية وقصة ذات حبكة وسيناريو، وفق أهداف انبعاثه، لا أن يتحول إلى مجرد كرنفال بلا هوية أو خصوصية قصّ.

يقول طارق الزرقاطي: "كرنفال أوسّو مهرجان بحر وفنون منذ التأسيس، وهو أساسًا مبنيّ على الفنون والمسرح والشارع والجمهور، ولا بدّ من تكوين شباب في الإخراج وكتابة سيناريو الاستعراضات، وقد فقدنا الحركة المسرحية في كرنفال أوسّو اليوم لأنه امتدّ وكبر، ولابد من العمل على الانخراط في العمل التطوعي التلقائي بكثافة وتكوينهم على ثقافة الكرنفالات".

من جهته، حدثنا الفنان بوراوي الوحيشي، وهو آخر من جسد شخصية أوسّو قبل سنتين، قائلًا: "كنت حين أمثل شخصية أوسّو أستعد له من بداية شهر مارس/آذار، بإطالة اللحية وتصفيف الشعر بطريقة مناسبة، فكان للكرنفال رونق، وليتنا نعود إلى شخصيتنا في الكرنفال ونحافظ على هويته وإرثه وخصوصيته".

كما حدثنا الناشط في الحقل الثقافي والسياحي مولدي ضيف الله، في أعقاب الدورة الثانية والستين للكرنفال، قائلًا: "نتفق أن النقد هو إحدى مفاتيح النجاح شريطة أن يكون نقدًا بنّاءً قادرًا على إعطاء الإضافة ولو بفكرة. أولًا، عودة الكرنفال في حد ذاته إنجاز ومكسب للجهة، ومنه كانت الدعوة والأبواب مفتوحة للجميع من متطوعين، فنانين، مثقفين، وغيرهم، اتفقوا على إعادة بناء أركان كرنفال سوسة بعد سنوات عجاف".

وأضاف:" كرنفال دولي يفتقر إلى مقر خاص به، والوضعية المالية العمومية لا تسمح بجلب عربات كرنفال "نيس الفرنسي" لمجرد العرض ثم تعود أدراجها بكلفة باهظة من العملة الصعبة. العربات المعروضة هي تونسية الصنع، من قبل ذوي الخبرة، وبأيادٍ تونسية صرفة، وهذا في حد ذاته مكسب، بعد عزوف العديد عن التمويل أو حتى المشاركة".

كرنفال أوسّو يبقى المنارة الاحتفالية الأولى في سوسة والساحل عمومًا، إذ يستقطب مئات الآلاف من الزائرين في يوم واحد، ويشاهده السياح في ذروة الموسم السياحي، لذلك نسعى إلى ضبط إيقاعه عبر الزمن، بعد أن تدخل فيه الفني مع التقني مع السياسي لتحقيق هدف فرجوي ثقافي وسياحي

الاثنين، 4 أغسطس 2025

المركز الثقافي الدولي بالحمامات يحتضن التظاهرة السينمائية "نظرات"... يومي 5 و 6 أوت

المركز الثقافي الدولي بالحمامات يحتضن التظاهرة السينمائية "نظرات"... يومي 5 و 6 أوت

 

التظاهرة السينمائية "نظرات"
 التظاهرة السينمائية "نظرات"

المركز الثقافي الدولي بالحمامات يحتضن التظاهرة السينمائية "نظرات"... يومي 5 و 6 أوت


يحتضن المركز الثقافي الدولي بالحمامات يومي الثلاثاء 5 والأربعاء 6 أوت 2025 تظاهرة سينمائية بعنوان "نظرات..."، وذلك في إطار فعاليات الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان الحمامات الدولي (من 11 جويلية إلى 13 أوت 2025).

وتفتتح تظاهرة "نظرات..." مساء الثلاثاء 5 أوت بعرض ثلاثة أفلام قصيرة تونسية، وهي "ثنية عيشة" (26 دق) للمخرجة سلمى هبي، و"ماكون" (26 دق) للمخرج فارس نعناع، و"دمي ولحمي" (19 دق) للمخرجة إيناس عرصي. وتنطلق العروض على الساعة الثامنة مساء، على أن تختتم بنقاش مفتوح مع المخرجين إثر نهاية العروض. وتمثل هذه الأشرطة القصيرة بانوراما مصغرة عن نبض السينما التونسية الشابة التي تشتغل على الهوامش والواقع اليومي بلغة بصرية جريئة وحس إبداعي متجدد

أما يوم الأربعاء 6 أوت، فسيكون الموعد مع العرض الأول الخاص للفيلم الروائي الطويل (75 دق) "ود" للمخرج حبيب المستيري بحضور فريق العمل. وتدور أحداث هذا الفيلم حول قصة "خليل" الصحفي اليساري الذي كرس حياته للدفاع عن العدالة وقضايا المظلومين، لكنه يتحول نتيجة القمع والفساد إلى "دونكيشوت" يطارد أطيافا لا تهدأ في عالم تبددت فيه القيم الإنسانية وانهارت الروابط الصادقة.

ويصور الفيلم واقعا تهيمن عليه قيم الربح والمنفعة، حيث تحولت المشاعر والعواطف إلى سلع تباع وتستهلك، بعد أن تلاشت وسط هذا التحول القيم الإنسانية والروابط الصادقة تاركة فراغا تصطدم فيه الأوهام بالحقائق القاسية.

ويُشار إلى أن فيلم "ود" قد حظي باهتمام نقدي وجماهيري كبير، إذ تم اختياره ضمن قسم "آفاق السينما التونسية" في أيام قرطاج السينمائية 2024. كما تحصل على الجائزة الثالثة في مهرجان الإبداع العربي بمصر في ديسمبر من العام نفسه. ومن المقرر أن يعرض في القاعات التونسية ابتداء من 17 سبتمبر 2025.

وتمثل تظاهرة "نظرات..." فرصة لاكتشاف ثراء السينما التونسية وتنوعها والتفاعل المباشر مع صنّاعها ممن يشكلون ملامح جيل جديد يراهن على قوة الصورة وصدق الحكاية. وهي تعتبر في الآن ذاته دعوة للتفكير في علاقة السينما بالواقع وفي قدرة الفن السابع على مساءلة القضايا المجتمعية والتعبير عن التحولات التي يعيشها الإنسان في تونس وفي المنطقة العربية.

وتتنزل هذه التظاهرة ضمن البرمجة الثقافية لمهرجان الحمامات الدولي الذي يعد أحد أعرق التظاهرات الفنية في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وقد تأسس هذا المهرجان سنة 1964 وظل على مدى عقود فضاء مفتوحا على مختلف أشكال التعبير الفني. وتقام دورته الحالية (59) من 11 جويلية إلى 13 أوت 2025 وتضم 36 عرضا موزعا على 33 سهرة تشمل الموسيقى والمسرح والسينما والكوريغرافيا. وتقام جميع العروض في فضاء المركز الثقافي الدولي بالحمامات.