‏إظهار الرسائل ذات التسميات البيئة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات البيئة. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 1 يوليو 2025

بوهدمة... آخر أنفاس السافانا في شمال أفريقيا تقاوم الزمن من قلب تونس

بوهدمة... آخر أنفاس السافانا في شمال أفريقيا تقاوم الزمن من قلب تونس

 

محمية بوهدمة
محمية بوهدمة

بوهدمة... آخر أنفاس السافانا في شمال أفريقيا تقاوم الزمن من قلب تونس

من أعماق محافظة سيدي بوزيد وسط شرقي تونس، تمتد المحمية الطبيعية "بوهدمة" كفسحة برية فريدة، تحفظ ما تبقّى من بيئة السافانا في شمال أفريقيا، وتختزن بين تضاريسها تنوعًا بيولوجيًا استثنائيًا وآثارًا تاريخية تعود إلى آلاف السنين.

تقع الحديقة على ارتفاع 840 مترًا فوق سطح البحر، وتغطي مساحة تُقدّر بـ16488 هكتارًا، موزّعة على ثلاث محميات رئيسية: المحمية الشرقية المحيطة ببرج بوهدمة وتبلغ مساحتها 5114 هكتارًا، ومحمية وادي هداج في وسط الحديقة وتصل مساحتها إلى 2534 هكتارًا، ثم المحمية الواقعة جنوب غرب الحديقة والتي تغطي 1006 هكتارات

في سنة 1977، أدرجت منظمة اليونسكو (المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم) هذه المحمية ضمن قائمة محميات الكائنات الحية ومحيطها، استنادًا إلى خصائصها البيئية المميزة.

تحتضن بوهدمة أكثر من 60 بالمئة من مجموع الحيوانات البرية الموجودة في البلاد، وأبرزها الثدييات والضباء الصحراوية، إلى جانب أنواع نادرة مثل ابن آوى، الثعلب الأحمر، الأرويّة، القُنْدي، النسر الملكي، غزالة "دوكاس"، ثعلب الصحراء، وضبي "أراكس". كما أعيد إدخال النعامة إلى الحديقة بعد اندثارها من الجنوب التونسي، في خطوة لإحياء التوازن البيئي المحلي. وتعيش في الحديقة أيضًا أنواع من الزواحف أبرزها الكوبرا.

وقد أُحصي داخل المحمية ما يزيد عن 278 نوعًا من القوارض والزواحف والطيور، ما يعزز مكانتها كموئل طبيعي غنيّ ومتنوّع.

أما الغطاء النباتي، فيتكوّن من حوالي 500 نوع، يتصدرها غابة الطلح الأصيلة التي تُعدّ فريدة من نوعها في المنطقة، إضافة إلى أشجار النخيل والبطوم والعرعار.

ولم تكن هذه الأرض المترامية الأطراف خالية من الحياة البشرية عبر التاريخ؛ إذ كشفت الأدلة الأثرية عن وجود الإنسان فيها منذ نحو 10 آلاف سنة. وما تزال آثار السدود والأحواض والقنوات الرومانية قائمة، لتوثّق تطور تقنيات الري في تلك الحقبة، وتعكس الأهمية الزراعية التي حظيت بها المنطقة في العهد الروماني.

يتوسط الحديقة برج أثري بُني عام 1892، كان يستخدم محطة للقوافل، ويُعد اليوم معلمًا من معالم المكان.

ويقول الباحث في الشأن البيئي عبد الحميد الغابري، إن المحمية أنشئت بهدف الحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال إعادة توطين عدد من الحيوانات المهددة بالانقراض. وبيّن في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن اليونسكو أدرجت هذه المحمية ضمن محميات المحيط الحيوي لما تتميّز به من طبيعة فريدة في شمال أفريقيا.

وأشار الغابري إلى أن المحمية تستقطب عددًا متزايدًا من الزوار، أغلبهم من التونسيين، إلى جانب عدد من السياح الأجانب الذين يبحثون عن تجربة مختلفة وسط الطبيعة البرية.

ورأى أن السياحة الإيكولوجية تمثل فرصة واعدة لدعم الاقتصاد المحلي والتنمية المستدامة، عبر استثمار الأنظمة البيئية وما تحويه من موارد طبيعية وثقافية، بما يساهم في تنشيط الدورة التنموية في البلاد

غابات تونس بين لهيب الصيف.. حريق جديد يقرع جرس الإنذار في بنزرت

غابات تونس بين لهيب الصيف.. حريق جديد يقرع جرس الإنذار في بنزرت

 

غابات تونس
غابات تونس 

غابات تونس بين لهيب الصيف.. حريق جديد يقرع جرس الإنذار في بنزرت

مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تتزايد المخاوف في تونس من تصاعد موجة حرائق الغابات، ما دفع أجهزة الحماية إلى تكثيف جهودها الوقائية، تحسبًا لأي طارئ.

 أطلق الدفاع المدني حملات توعية وتحذير واسعة، داعيًا المواطنين إلى الالتزام بالتدابير الوقائية وتجنب إشعال النيران في المناطق المجاورة للغابات والأراضي الزراعية، مع تعزيز نقاط المراقبة والرصد لضمان التدخل السريع.

ورغم هذه الجهود، شهدت محافظة بنزرت شمالي تونس، اليوم الأحد، اندلاع حريق ضخم داخل منتزه غابة الرمال بمنطقة منزل جميل. وقد هرعت فرق الإطفاء إلى الموقع، وتم توجيه شاحنات إطفاء نجحت في السيطرة على ألسنة اللهب بعد أكثر من ساعة من العمل، تلتها عملية تبريد دقيقة للموقع، وفق ما أفادت به مصادر من الدفاع المدني 

الحريق خلف أضرارًا مادية، بعدما التهم مساحة من الغطاء الغابي، في حين تم فتح تحقيق لتحديد الأسباب الفعلية وراء اندلاعه.

من جانبه، أوضح كارم سعد، رئيس مصلحة حماية الغابات بالإدارة العامة للغابات،  أن توعية المواطنين، وخاصة سكان الغابات، تُعد جزءًا أساسيًا من استراتيجية الإدارة العامة للغابات للحد من اشتعال الحرائق.

وأشار إلى أن الكثير من الحرائق تعود إلى غياب الالتزام بإجراءات السلامة، خاصة خلال موسم الحصاد، حيث يتسبب سوء استعمال الآليات في انتقال النيران من المزارع إلى الغابات. كما نبه إلى أن الإهمال البشري، مثل إشعال النيران أو الإلقاء العشوائي للأعقاب، يضاعف من احتمالات اندلاع الحرائق، مشيرًا إلى تسجيل ارتفاع في عدد الحرائق بواقع 270 حريقًا مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي.

وشدد سعد على أن الغابات تُعد "كنزًا يتجدد ببطء"، غير أنها قد تُفقد في لحظات، مؤكدًا على ضرورة صون التنوع البيولوجي الذي تحتضنه.

وبحسب بيانات المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، تغطي الغابات نحو 34% من مساحة تونس البالغة 163,610 كيلومترات مربعة، وتتركز معظمها في الشمال الغربي والوسط الغربي، حيث يقطن نحو مليون نسمة. وتُقدر القيمة الاقتصادية لهذه الغابات بنحو 932 مليون دينار تونسي (ما يعادل 310 ملايين دولار أميركي).

ويستحضر التونسيون صيف 2022، حين اندلع حريق هائل في منطقة "بو قرنين" القريبة من العاصمة، أتى على 533 هكتارًا من غابات الصنوبر الحلبي، واستغرقت السيطرة عليه ثلاثة أيام متواصلة.

بين حرارة المناخ وتقاعس البشر، يبقى الغطاء الغابي في تونس وثروتها الزراعية في مهب النيران، وهو ما يستدعي يقظة جماعية واستجابة ميدانية تضمن بقاء الغابة نبضًا أخضر لا رمادًا في مهب الصيف.

الاثنين، 23 يونيو 2025

التصحر يزحف على تونس.. تهديد صامت للأرض ولقمة العيش

التصحر يزحف على تونس.. تهديد صامت للأرض ولقمة العيش

 

التصحر
التصحر 

التصحر يزحف على تونس.. تهديد صامت للأرض ولقمة العيش

أقرت وزارة البيئة التونسية بأن 80% من الأراضي باتت مهددة بخطر التصحر، خصوصًا تلك الواقعة تحت تأثير المناخ الجاف (في محافظات جنوب البلاد) وشبه الجاف (في محافظات الوسط).

وفقا للبيانات الرسمية من الحكومة التونسية صنفت تونس ضمن أكثر دول جنوب البحر المتوسط تضررًا من هذه الظاهرة.

وأكدت الوزارة أن نحو 74% من أراضي البلاد أصبحت هشّة، جراء عوامل متعددة منها: الرعي الجائر، تملح التربة، والجفاف. كما أن 52% من المساحات الإجمالية للبلاد معرّضة للانجراف المائي، في حين تُصنّف 4% من الأراضي المزروعة بأنها ذات ملوحة عالية، بينما تتعرض 45% من الأراضي لانجراف هوائي شديد وزحف الرمال.

وتؤكد المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التابعة للأمم المتحدة، أن التصحر لا يعني فقط زحف رمال الصحراء نحو الأراضي الزراعية، بل هو ظاهرة تصيب أي أرض في المناخات الجافة أو شبه الجافة، والتي كانت تدعم في السابق الغطاء النباتي.

وقال الصغير النجاري، المدير العام لمعهد المناطق القاحلة بمدنين (جنوب شرقي تونس)، إن التصحر يمثل تهديدًا مباشرًا لثلاثة أخماس الأراضي التونسية، بما في ذلك أراضٍ في الشمال والوسط.

وأوضح أن التصحر يهدد 23.2% من أراضي الشمال والوسط بدرجة متوسطة، مشيرًا إلى أن مؤشرات التصحر في تزايد متواصل.

وبيّن أن خمس أراضي تونس صحراوي بطبيعته، وخُمس آخر يتأثر بالتصحر، بينما 6% فقط غير متأثرة.

واعتبر أن التصحر ظاهرة عابرة للحدود، مما يستوجب توحيد الجهود الإقليمية والاستفادة من البحوث العلمية، مع ترشيد استغلال الموارد الهشة، وتبني أنماط زراعية مرنة، والتشجير بالنباتات المقاومة للجفاف، إضافة إلى التحكم في الانجرافات والاستخدام الأمثل للموارد المائية.

وأضاف أن للتصحر آثارًا طويلة الأمد على التنوع البيولوجي، إذ لا يمكن استعادة الأراضي المتصحرة، مما يؤدي إلى خسارة ثرواتها الطبيعية.

من جانبه، قال الخبير البيئي عادل بن سليمان إن التصحر يعني تدهور الأراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، ما يؤدي إلى فقدان الغطاء النباتي والتنوع الحيوي، ويقلل من قدرة الأرض على الإنتاج الزراعي ودعم الحياة.

وأكد لـ"العين الإخبارية" أن ظاهرة التصحر تهدد الأمن الغذائي للبلاد، موضحًا أن الأراضي الزراعية التونسية تعاني من تدهور في الجودة والخصوبة.

وأشار إلى أن التربة لم تعد تحتوي على ما يكفي من العناصر الخصبة، وأن نسبة المواد العضوية في التربة التونسية لا تتجاوز 1%.

وأوضح أن التصحر ظاهرة قديمة، برزت في تونس منذ أكثر من 20 عامًا، داعيًا إلى اعتماد مقاربات حديثة تتلاءم مع التغيرات المناخية، بهدف تأمين الأمن الغذائي.

وشدد على أن الحل لمواجهة التصحر والجفاف يكمن في المحافظة على ديمومة الأراضي واستصلاح المتدهور منها، بما يفتح الباب أمام تنمية مستدامة

الخميس، 15 مايو 2025

استعدادا للموسم الصيفي... وزير البيئة يعطي إشارة انطلاق تنظيف الشواطئ

استعدادا للموسم الصيفي... وزير البيئة يعطي إشارة انطلاق تنظيف الشواطئ

 

شؤاطئ
شؤاطئ

استعدادا للموسم الصيفي... وزير البيئة يعطي إشارة انطلاق تنظيف الشواطئ

أعطى وزير البيئة، الحبيب عبيد، إشارة انطلاق تنظيف الشواطئ التونسية، استعدادا للموسم الصيفي، وذلك انطلاقا من شاطئ رواد بولاية أريانة

وقال الوزير، في تصريح إعلامي، “لقد اخترنا الانطلاق من شاطئ رواد لتنفيذ حملة نظافة في اطار برنامج يضم قرابة مساحة 200 كلم من الشواطئ على كافة الولايات الساحلية ( 13 ولاية ).

وأضاف “سنبدأ من طبرقة وصولا إلى ولاية مدنين حيث سيتم تنظيف كل هذه الشواطئ بمعدل تدخلين إلى أربعة تدخلات أسبوعيا”.

وتابع وزير البيئة بقوله: “يوجد، ايضا، أكثر من عدد 200 من الشواطئ بمساحة تمتد على أكثر من 5 آلاف هكتار، سيتم تنظيفها بمعدل تدخلين إلى أربعة تدخلات بصفة يومية”.

ولفت الوزير إلى أن حملة النظافة ستتواصل إلى غاية شهر سبتمبر 2025 مع نهاية الموسم السياحي.

وأفاد ان “العمل، حاليا، يتم على تنظيم الإشغال الوقتي للشواطئ المتعلقة بالمقاهي والمطاعم وجميع الأنشطة التجارية والاقتصادية” مشيرا في السياق ذاته، إلى أن “المنتفعين بالإشغال الوقتي ليس لديهم الحق لتجاوز نصف مساحة الشاطئ”.

وذكر الوزير، من ناحية أخرى، “بأن وزارة البيئة قد انطلقت منذ شهر جانفي 2025، في الاستعداد لحماية الشواطئ من الانجراف، وتضمن البرنامج الشريط الساحلي في كل من بنزرت وقمّرت وسوسة والمهدية والمنستير، إلى غاية الوصول لجزيرة جربة”.

وأفاد عبيد، في هذا الصدد، بأن الوزارة أعدت طلبات العروض في اطار تنفيذ برنامج كامل من أجل حماية هذه الشواطئ، على أن تنطلق الأشغال خلال شهري سبتمبر و أكتوبر 2025.

وقال وزير البيئة “إن الإشكالية التي شهدها شاطئ روّاد، مؤخرا، والمتمثلة في سكب مياه الصرف الصحي، هي عرضية وقمنا بإصلاح بعض القنوات التي شهدت تكسيرا عند القيام بأشغال”.

وأردف “كما أن عامل نزول الأمطار أثّر على طاقة استيعاب محطات التطهير ونحن نحاول تجنّب تكرار ما حدث حتى يمر الموسم الصيفي والسياحي على أحسن ما يرام”.

يذكر أن شاطئ روّاد شهد خلال شهر مارس 2025، ضخ مياه الصرف الصحي مباشرة عبر وادي الخليج وكان وزير البيئة قد صرح لوكالة “وات” آنذاك، بأن هذا الأمر يعود لعطب لحق بمحطة التطهير شطرانة1″.