أميدرة |
أميدرة.. جوهرة أثرية تحتاج إلى التثمين في تونس
أميدرة هي جوهرة أثرية تتربع وسط مدينة حيدرة وسط غربي تونس تتميز بثراء مخزونها الطبيعي وبموروثها الثقافي الذي يحتاج إلى مزيد الاهتمام من قبل السلطات في تونس.
حيدرة أو أميدرة حسب ما كان يطلق عليها في القدم، هي موقع أثري يقع في محافظة القصرين قرب الحدود التونسية الجزائرية على بعد حوالي 250 كيلومتراً من قرطاج (العاصمة) وتمسح حوالي 250 هكتاراً.
وأكدت وزيرة الشؤون الثقافية التونسية أمينة الصرارفي، على هامش زيارة أدتها إلى منطقة حيدرة، ضرورة تثمين هذا الموقع الأثري المتميز عبر إحداث مسلك ثقافي سياحي بالمنطقة كي يكون جاذبا للسياح، مع توسعة متحفه الأثري الصغير
وفي مايو 2018، تم افتتاح متحف أثري في حيدرة يضم عدة قطع أثرية تعود للحضارتين الرومانية والبيزنطية ولوحات فسيفساء وأخرى جنائزية.
وقالت الوزيرة إن الموقع الأثري بحيدرة موقع ممتاز، مؤكدة أنه سيتم الاعتناء به من قبل معهد التراث لاكتشاف معالمه أكثر.
وأشارت إلى أن المخزون الأثري في محافظة القصرين كبير جدا مؤكدة في ذات السياق أهمية الحفريات بالمواقع الأثرية بالمنطقة للكشف عن الآثار التي ما زالت مخفية إلى اليوم بهذه المواقع.
وأفادت بأن تثمين المواقع الأثرية يتطلب اعتمادات مادية ودراسات للقيام بالحفريات.
من جهة أخرى قال الباحث في التراث الحبيب عبيد إن الموقع الأثري بحيدرة هو موقع هام يحتاج المزيد من التثمين لاكتشاف الجواهر الكامنة تحت الأرض.
وأوضح لـ"العين الإخبارية" أن هذا الموقع يضم مسرحا وقوس النصر وحمامات رومانية ومعبداً وساحة الفوروم إضافة لقلعة بيزنطية شيدت في القرن السادس الميلادي وهي من أهم القلاع الموجودة و6 كنائس.
وأشار إلى أنه من خلال النقوش التي عثر عليها بالموقع الأثري نجد أن المدينة أصبحت مستوطنة رومانية، وهي أعلى رتبة يمكن أن تحصل عليها المدن الرومانية آنذاك، ما يعني أن كل سكانها كانوا يملكون حق المواطنة في الإمبراطورية، وأن كل مؤسساتها وقوانينها ومعالمها رومانية بالأساس".
وأفاد بأن الحفريات توقفت منذ سنة 2012 دتعيا إلى تكثيف الحفريات لكشف المزيد من الشواهد الأثرية.
وللإشارة، فإن أميدرة تعتبر مدينة رومانية تأسست في القرن الأول الميلادي لتتمركز بها الجيوش الرومانية في نطاق سياسة روما لمواصلة توسعها بالمناطق الداخلية للبلاد حيث أصبحت أول معسكر للجيوش المرابطة في أفريقيا الشمالية أثناء حكم الإمبراطور أوغسطس.
وتضم محافظة القصرين التي كانت في العهدين الروماني والبيزنطي مدينة عرفت أوج أوجه الرقي، أكثر من مئة موقع أثري في حين أن الكثير من المواقع الأخرى ما زال تحت الأرض.