السبت، 26 يوليو 2025

مقارنة بما تحقق في 2022.. هل استعدت تونس لطرح مشاريعها في تيكاد 9

 

تونس واليابان

 مقارنة بما تحقق في 2022.. هل استعدت تونس لطرح مشاريعها في تيكاد 9

تعد  اليابان رابع مستثمر في تونس حيث توفر شركاتها المتمركزة بعدة جهات نحو 23 ألف موطن شغل مع  توقعات ببلوغ نحو 50 ألف موطن شغل.

وتحيي تونس السنة القادمة الذكرى 70 لإقامة العلاقات الدبلوماسية مع اليابان مع احتفال تونس واليابان بالذكرى الخمسين لانطلاق نشاط الوكالة اليابانية للتعاون الدولي ببلادنا.

ويذكر أنّ المشاركين في ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا تيكاد 8 TICAD التي احتضنتها بلادنا في أوت 2022 اعتبروا أن المنتدى كان منطلقا لشراكة أكثر متانة ووضوحا من حيث المشاريع الممولة من الجانب الياباني حيث اختتمت الندوة بإمضاء  تونس 6 اتفاقيات مع اليابان وفتح مصانع كبرى يابانية فروعا لها ببلادنا من ذلك افتتاح مجمع سرايا  Saraya Group الياباني فرعا له بمنطقة الفجة من ولاية منوبة بكلفة 6  مليون دولار .

وتم في اطار متابعة انجاز عدة مشاريع تم الاتفاق حولها خلال القمة ومابعدها وطرحت ضمن الكتاب الأبيض للغرفة اليابانية التونسية او عبر الحكومة التونسية إمضاء اتّفاقيات تمويل أربع مشاريع صحية، ويتعلّق الأوّل بإحداث أوّل مركز إفريقي تونسي ياباني لتكوين الطلبة الأفارقة، وثانيا مخبر نيبوماد (NIPPOMED)، المشروع  المشترك الذي أحدثته G-CUBE وUNIMED، المختص في  تصنيع مجموعات اختبار الحمل والأمراض المعدية، في سوسة هذا إلى جانب تركيز مركز بالمنسيتر المختصّ في استخدام ما يعرف بتقنية تكنولوجية Inoue Balloon المتطوّرة كاختراع جديد في اليابان لعلاج أمراض صمامات القلب وتسهيل سير الأدوية بشرايين القلب بتمويل من JICA  وكالة التعاون الياباني.

كما تم بالقطب التكنولوجي للنسيج بالمنستير، افتتاح  المقر الجديد للمؤسسة الصناعية اليابانية "YKK" على مساحة 13 ألف متر مربع وبكلفة انجاز تبلغ 11 مليون دينار وتختص هذه المؤسسة اليابانية المصدرة كليا، في صنع سحاب الملابس وهي تشغّل حاليا 75 عامل وعاملة وتنتج سنويا 17 مليون سحاب، مما ساهم في ارتفاع  عدد الوحدات الصناعية المنتصبة بالقطب التكنولوجي للنسيج بالمنستير إلى 33 مؤسسة صناعية بطاقة تشغيلية جملية تقارب 6 آلاف موطن شغل.

وساهم منتدى تيكاد 8 في مزيد دفع التعاون بين تونس  واليابان ليتم إحداث عدة مشاريع منها  التشغيل الكامل لمحطة تحلية مياه البحر في صفاقس و بناء محطتي طاقة كهروضوئية في سيدي بوزيد وتوزر والمشروع التجريبي لتحويل النفايات إلى طاقة في سوسة و بناء محطة الكابلات الجديدة في جندوبة وتعزيز التعاون الثلاثي  بين تونس واليابان وإفريقيا.

ويذكر ان  حجم الاستثمارات اليابانية في تونس بلغ 864 مليون دولار ، أغلبها في القطاعات الصناعية، وخاصة قطاع مكونات السيارات وفق أرقام سنة 2022 بينما يميل الميزان التجاري بين البلدين لصالح اليابان التي تصدر إلى تونس سلعا بقيمة 500 مليون دينار (نحو 166 مليون دولار)، ومقابل صادرات تونسية لا تتعدى 140 مليون دينار.

وصرح سفير اليابان بتونس تاكيشي أوسوغا بأن هناك 26 مشروعا استثماريا كبيرا بتونس توفر أكثر من 22 ألف موطن شغل، وهم ينشطون في قطاعات مختلفة وفي ظروف امنة ووضعيتهم الاقتصادية والمالية مستقرة وخاصة تلك المؤسسات الناشطة منذ مدة طويلة في تونس ودأبت الحكومة اليابانية على تقديم الدّعم المالي لتونس من خلال ابرام اتفاقيات قروض معها ماساهم في تنفيذ 42 مشروعا تنمويّا بتكلفة جمليّة ناهزت 3.1 مليار دولار ومن أبرزها جسر رادس-حلق الوادي ومحطة رادس لتوليد الكهرباء ذات الدورة المركبة ومحطة تحلية مياه البحر في صفاقس و الطّريق السّيارة قابس-مدنين.

 

انتظارات من منتدى  تيكاد 9 أوت 2025

وتبقى انتظارات تونس من منتدى تيكاد 9 كبيرة منها التي تتعلق بتعزيز الاستثمارات اليابانية بتونس وتطوير نسب التصدير نحو هذا البلد ليتم  التحضير لذلك عبر عقد  لقاءات من ذلك  لقاء عقد  خلال فيفري 2025 بين  محمد بن عياد، كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج و "Takeshi Osuga" سفير اليابان بتونس ورئيس الجمعية اليابانية للاقتصاد والتنمية في إفريقيا "AFRECO"، وتم فيه الاتفاق على  ضرورة التسريع بضبط المشاريع التي تعنى بالصحة  ودعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص في البلدين وتعزيز التعاون الثلاثي "اليابان-تونس-الدول الأفريقية" في مجال أمراض القلب، والاستثمار الياباني في مشروع مشترك لإنتاج مجموعات الفحص الطبي لتعرضها تونس خلال  مؤتمر تيكاد 9 القادم.

هل تنهي تونس مفاوضات معاهدة الاستثمار الثنائية بالمنتدى؟

وينتظر الاستفادة من ايام تيكاد 9 لإتمام تونس واليابان المفاوضات بشأن معاهدة الاستثمار الثنائية وفق مباحثات تمت بين "Takeshi Osuga" سفير اليابان بتونس  وسمير عبد الحفيظ، وزير الاقتصاد والتخطيط. حول  مشاريع التعاون الثنائي الجارية، وسبل تسريع الإجراءات الفنية بين الجانبين بتونس  مؤخرا.

وتنتظر تونس تجسيد التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى التعاون داخل المؤسسات متعددة الأطراف خلال منتدى (TICAD 9) في يوكوهاما حسب اتفاق خلال لقاء بين ماتسوموتو هيساشي، نائب وزير الخارجية البرلماني، بمحمد علي النفطي، وزير الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج خلال زيارته لتونس والاستعدادً للذكرى السبعين لتأسيس علاقات البلدين  الدبلوماسية عام 2026 .

ويبقى تجسيد  الاتفاق الذي تم إمضاءه على هامش تيكاد 8 يوم 26 اوت 2022  بين تونس واليابان  لتمويل مشاريع تدعم تخفيض  المؤسسات الصناعية التونسية انبعاثات الكربون وتعويضها بالطاقات الجديدة عبر آلية الدعم الياباني   JCM من المواضيع الهامة التي يجب إعادة طرحها لتوسيع مستويات استفادة المؤسسات الصناعية التونسية من هذا البرنامج الذي انطلق تنفيذه باحتشام في ظل اقترابنا من سنة 2026 بداية  تطبيق الاتحاد الأوروبي قراراته حول البصمة الكربونية خاصة على المؤسسات المصدرة  ويذكر  أن آلية التعاون المشترك (JCM) تسهل نشر التقنيات والمنتجات والأنظمة والخدمات والبنية التحتية الرائدة في مجال إزالة الكربون، وتستخدمها اليابان لتحقيق مساهماتها المحددة وطنيًا في إطار البرنامج الذي  أطلقته اليابان عام 2013  لتسهيل خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الدول النامية.

متى تكشف تونس برنامج مشاركتها في منتدى تيكاد 9؟

وينتظر أن تقتلع تونس  بمشاركتها في تيكاد 9 مشاريع جديدة يابانية  لا الإقتصار فقط على تلك التي تمت توسعتها ببلادنا خاصة وأن الشركات اليابانية المقيمة في تونس تعد قانونيا أوروبية أي أنها تستثمر في أوروبا ومنها إلى تونس، ولكن لا وجود لشركة يابانية 100 بالمائة مستثمرة في تونس ولكن لتحقيق هذه الأهداف من بين الكثير يجب أن تطرح تونس محفزات لاستقطاب أصحاب الشركات اليابانية  منها حلا لتفادي الازدواج الضريبي وإمضاء  اتفاقية بين الحكومتين التونسية واليابانية خلال 2025/2026  حيث يقوم بموجبها المستثمر بخلاص الأداءات إما في تونس أو في اليابان فقط مع تسهيل  الإجراءات المعقدة بين مختلف الإدارات في تونس ومزيد  التعاون بين القطاعين العام والخاص باعتباره أفضل الحلول.

ورغم أننا على مسافة  أقل من شهر تقريبا على انطلاق مؤتمر تيكاد 9 إلا انه لم يتم بعد  الإعلان عن استعدادات تونس بخصوص مشاركتها في هذا الحدث الموجه أساسا لتنمية إفريقيا وتبقى الأسئلة  المطروحة منها  هل سيتم تقديم كتاب أبيض ثان من الغرفة اليابانية التونسية   بالمشاريع التي تستهدف تونس إقناع اليابان بتمويلها ؟ وهل سيتم تقديم المشاريع العامة والخاصة منفصلة كما حصل ذلك ضمن تيكاد 8 أم سيتوجه  القطاعان العام والخاص نحو تجميع المشاريع المقترحة ضمن قائمة موحدة خلال مشاركتهما ضمن منتدى طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا تيكاد 9 بيوكوهاما اليابانية خلال شهر أوت 2025 أم لا ؟ وأية قطاعات ستمنحها تونس الأولوية في طرحها أمام شريكها الياباني وخاصة منها التي تعد محل  تنافسية عالية بينها وبين دول أخرى افريقية؟

SHARE

Author: verified_user

0 Comments: