أكدت مصادر مطلعة أن ملفات فساد كبرى لشبكات رجال أعمال وسياسيين مرتبطين بجماعة الإخوان باتت قاب قوسين أو أدنى من الاكتمال.
وقالت المصادر أن فريقا استخباراتيا وأمنيا يضم أيضا متخصصين ماليين يعمل بتوجيه من الرئيس التونسي قيس سعيد في صمت على إعداد ملفات فساد من الحجم الثقيل تتعلق بعشرات رجال الأعمال المتنفذين والسياسيين".
وأشارت المصادر إلى قرب الانتهاء من إعداد الملفات تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتورطين في شبكات الفساد.
ومنذ التعديل الوزاري في يناير الماضي، عندما رفض الرئيس التونسي قبول أداء الوزراء الجدد اليمين الدستورية أمامه بسبب شبهات فساد ضدّ أربعة منهم.
منظمات مجتمع مدني في تونس على رأسها "أنا يقظ"(مستقل) عملت خلال سنوات ونفذت تحقيقات وتقصّ عميق ونشرت للعموم عبر موقعها الإلكتروني الرسمي عديد ملفات الفساد عالية الخطورة، بينها ملفات وزراء التحوير وغيرهم.
علاقات ومصالح متشابكة تربط الوزراء الجدد "معلّقي المهام" إلى الآن بمجمّعات اقتصادية معروفة تتبع عائلات تونسية متنفذة تتحكم في البلاد وفق تحقيقات "أنا يقظ" المعلنة، وما ستبوح به ملفات قرطاج التي تطبخ على نار الدقة أوضح وأكثر إثباتات.
وأفادت المصادر المقربة من الرئيس أن رجال أعمال مرتبطين بالإخوان ومالكي كبريات المؤسسات المالية والتجارية التي تدير الدفة الاقتصادية وسياسة البلاد العامة وجهوا باختيار الوزراء المتهمين ودفعوا نواب البرلمان وكتله للتصويت لفائدتهم فيما تحوم حولهم شبهات فساد قوية، ما أوصل البلاد إلى المأزق السياسي الذي يخنقها منذ يناير الماضي.
وبينت ذات المصادر أن أصحاب رأس المال المتحكم في الاقتصاد وحتى السياسة التونسيين، بتغطية من الإخوان والحريصين على حماية امتيازاتهم، يتمترسون خلف حكومة هشام المشيشي والإخوان ومسانديهم بالبرلمان، إذ تتشابك مصالحهم المالية والحزبية والشخصية وتلتقي عند استنزاف خيرات تونس.
وقد خاطب الرئيس التونسي قيس سعيد خصومه بلغة الوضوح والتحدّي، وتحدث عن التقارير الاستخباراتية الدقيقة التي تعدّ لها وعلمه وفق محتواها بما يحاك لتونس وشعبها من فرض هيمنة النهضة وشبكة مسانديها على مؤسسات الدولة ومفاصلها، وما يحاك ضد شخصه وصلاحياته في البلاد وخارجها لإفشال مبادراته ومواقفه وعمله.