الهلال الأحمر يواصل توزيع مساعدات على متضررين من سيول باكستان |
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة وقوفها إلى جانب جمهورية باكستان الإسلامية الصديقة، التي تعرّض سكّانها لدمار كبير من جرّاء السيول والفيضانات الأخيرة، وأودت بحياة ما يزيد على 1400 إنسان، وأهلكت الحيوانات والنباتات والبنى التحتية، في مشهد لا يمكن فيه للإمارات البقاء مكتوفة الأيدي أمام هول ما جرى هناك.
ففضلاً عن المساعدات الإغاثية والإنسانية العاجلة التي أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بتقديمها إلى باكستان في نهاية أغسطس الماضي، انضمّ مئات المتطوعين من أنحاء الدولة كافة إلى مبادرة «نحن معكم»، الخاصة بتجهيز حزمِ الإغاثة الطارئة للنساء والأطفال المتضررين من الفيضانات، ستُسلّم بشكل عاجل إلى السلطات في باكستان؛ إذ استطاعت الحملة تجهيز 1.200 طن من المواد الصحية والغذائية ومواد النظافة العامة.
حملة «نحن معكم»، التي نُظّمت في ثلاثة مواقع في الدولة؛ وهي: مركز أبوظبي الوطني للمعارض، ومدينة «إكسبو دبي»، ومركز «إكسبو الشارقة»، وأطلقتها «هيئة الهلال الأحمر الإماراتي» و«دبي العطاء» و«جمعية الشارقة الخيرية»، بالتنسيق مع وزارتَي الخارجية والتعاون الدولي وتنمية المجتمع، لم تكن مثالاً على تكاتف مواطني الدولة والمقيمين فيها لدعم الإخوة في باكستان فقط، بل كانت دليلاً كذلك على القدرة على تجميع حزمٍ إغاثية تسهم في الحد من تداعيات السيول والفيضانات في باكستان، بأسلوب منظّم، وضمن فرق ومجموعات عمل عديدة.
ويجسّد مشهد التحالف الذي شُوهد في أثناء تنظيم هذه الحملة وتنفيذها، وحدة العمل الإنساني الإماراتي، الذي لا يبتغي غير رفع المعاناة عن ضحايا الكوارث، الذين أوصى بهم المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، خيراً؛ حين أرسى في النفوس ثقافة السخاء والتضامن والتكاتف مع الأخ والصديق في كل مكان من هذه الأرض، مهما كان دينه أو عرقه أو لغته، وأيّاً تكن توجهاته الفكرية والسياسية؛ فكرامة الإنسان هي الأصل، وحماية حياته هي الحق الأول الذي يجب أن يُصان.
إن قيم التعاون والإخاء، وممارسات الخير المتجذرة في مجتمع الإمارات، ليست جديدة، كما أنها لن تتوقف أو تنتهي ذات يوم؛ فإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة وحماية الكرامة الإنسانية في ظل الأزمات هي أهداف لا تحيد عنها دولة الإمارات، يؤكدها المبدآن الثامن والتاسع ضمن «وثيقة الخمسين»، في أن تبقى منظومة قيم الدولة قائمة على حفظ الكرامة البشرية وترسيخ الأخوّة الإنسانية، والنظر للمساعدات الإنسانية الخارجية بوصفها جزءاً لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظّاً.