جانب من حفل تكريم السينمائيين التونسيين |
على سفح جزيرة "شكلي" التاريخية اختارت وزارة الثقافة التونسية تكريم رموز الإبداع السينمائي تقديرا لجهودهم في تطوير الفعل الثقافي.
ففي دورتها الـ33 رفعت أيام قرطاج السينمائية القبعة احتراما وامتنانا لثمانية فنانين ومبدعين تونسيين، وهم الحبيب الشعري وهو بطل أول فيلم تونسي روائي طويل في تاريخ السينما التونسية بعد الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي "1881ـ 1956" بعنوان "فجر" سنة 1966 إضافة إلى تكريم جويدة تمزالي، حفيدة المخرج ألبير سمامة شكلي وهو مخرج سينمائي تونسي، ويعتبر رائد السينما التونسية، ولد عام 1872 وتوفي عام 1933.
كما تم تكريم المخرجة سلمى بكّار والممثلة منى نور الدين والناقد السينمائي خميس الخياطي والمنتج عبدالعزيز بن ملوكة والمخرجين أحمد بن نيس وعبداللطيف بن عمّار.
جزيرة شكلي تعود تسميتها إلى السينمائي التونسي ألبار سمامة شكلي والذي دأب على تنظيم حفلات وسهرات فنية في البرج التاريخي المقام بالجزيرة لإضفاء جمالية وعظمة على قيمة الفعل السينمائي، باعتبار أن هذا البرج هو قلعة رومانية سابقة أعيد بناؤها على يد الإسبان في القرن السادس عشر الميلادي.
وألبير سمامة شكلي، مخرج أول شريط تونسي، روائي قصير بعنوان "زهرة"، الذي أُنتج سنة 1922 ويروي قصّة شابة فرنسية أنقذت من طرف مجموعة من البدو ما جعلها تكتشف تفاصيل تقاليدهم وطرق عيشهم.
وتقع جزيرة شكلي وهي جزيرة صغيرة جدا قبالة مدينة تونس العاصمة تتوسط بحيرة تونس، وكأنها حارس هذه المدينة والعين الساهرة على حمايتها لتصبح الحارس على إبداعات السينما التونسية بعد مرور 100 عام من انطلاقتها سنة 1922.
وأكدت وزيرة الشؤون الثقافية في كلمة ألقتها خلال حفل التكريم، على أهمية دور السينما التونسية على مدى عقود من الزمن في تشكيل "جزء ذي قيمة ومكانة من تاريخ السينما العالمية بما تعاقب على امتداد مائة ربيع من صنوف الإبداع في الفن السابع إنتاجا وتصويرا وتوثيقا وعملا"، وهو ما ساهم في رسم صورة مميزة لهذا القطاع "لتكون لنا ثروة سينمائية حقيقية ومخزونا يحتوي على مجموعة مهمّة من الأفلام كمّا وكيفا".